*مكانة الإمام أحمد رضا خان القادري الحنفي في الفقه*
كان الإمام أحمد رضا خان القادري الحنفي فقيهاً للإسلام في شبه القارة الهندية يرجع إليه في أمور الشرع من أكناف العالم كلها. كلما جرى قلمه الجليل إلى عنوان لا يبقى حتى أدى حقه و أخذ بعض العلما يقول: إذاما ننظر إلى ما كتب الإمام أحمد رضا خان القادري ما كدنا إلا نقول لم يكتب ما كتب الإمام أحمد رضا خان القادري بل أكتبه الله جل وعلا إياه بجاه حبيبه المصطفى صلوات الله عليه. وهذا تائيد الإمام أحمد رضا خان القادري من الله تعالى. نحن نقدم في هذه المقالة المباركة شيئاً من مؤلفاته في الفقه و شيئاً من ترجيحاته في الفقه الذي يدل على حذاقة الإمام أحمد رضا خان القادري و نبوغه في الفقه.
*ترجيحات الإمام أحمد رضا خان القادري في الفقه*
يقول العلامة ابن عابدين الشامي رحمه الله تعالى: بين أفضلية القرآن و سيد المرسلين صلوات الله تعالى عليه "إن هذا الأمر فيه خلاف ولكن الأحوط وقف عن أفضليتهما"(ملخّص ردالمحتار على الدر المختار ج ١ ص١٢٠). إذا رأينا عنه الإمام أحمد رضا خان القادري رحمه الله تعالىٰ فنجده قائلا: في جد الممتار حاشية رد المحتار "لا ينبغي الوقف على هذا لأن الأمر واضح الحكم عندى بتوفيق الله تعالىٰ فإن القرآن إن أريد به المصحف أعني القرطاس والمداد فلا شك أنه حادث وكل حادث مخلوق فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه وإن أريد به كلام الله تعالى الذى هو صفة فلا شك أن صفات الله تعالى أفضل من جميع المخلوقات وكيف يساوي غيره ما ليس بغيره تعالى. وبه يكون التوفيق بين القولين من قال بتفضيل النبي أراد المصحف بالقرآن ولا شك أنه مخلوق لأنه مجموع القرطاس والمداد والنبي صلى الله عليه وسلم أفضل من كل ذلك بلا ريب(ملخّص جد الممتار على ردالمحتار ج ١ ص١٢٠). هكذا قد اختلف الأحناف فى محل السواك فذهب بعضهم إلى أن السواك سنة قبل الوضوء وبعضهم أثبتوا سنة عند المضمضة فى الوضوء كما صاحب المبسوط الإمام محمد بن الحسن الشيباني وكثير من العلماء وبه أخذ الإمام ابن الهمام صاحب العناية وغيره " الاستياك وقت المضمضة". و كذا فى الفتاوى الهندية المعروفة بـ الفتاوى العالمكيرية وقيل فى البحر الرائق شرح النقاية: "هذا قول الأكثر". قال صاحب البدائع الصنائع العلامة علاء الدين الكاساني و هكذا قال الإمام الزيلعي صاحب تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: "أنه سنة قبل الوضوء". وبه قال صاحب الحلية ويظهر من قوله أن السواك سنة عند البعض حيث قال أن يكون فى حالة المضمضة على قول بعض المشايخ ويفهم من قوله أن السواك سنة قبل الوضوء عند أكثر العلماء استدل الإمام ابن الهمام لإثبات سنيته فى الوضوء من الحديث الشريف, قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل الصلاة ". (الفتاوى الرضوية ج ١ ص ١٤٨) يقول الإمام احمد رضا خان رحمه الله: "إن لفظ <<عند كل وضوء>> لا يثبت أن يكون السواك داخل الوضوء بل هذا لا يدل على اتصاله بالوضوء أيضا و ذكر الإمام احمد رضا خان بعده ثلاثة أحاديث فى قول الإمام ابن الهمام, وأجاب عن كل حديث جوابا شافيا كافيا وقال بهذه الأحاديث لا يمكن أن يأخذ الدليل. ويقول الإمام أحمد رضا خان: إن السواك سنة قبل الوضوء ودليله رواية كيفية الوضوء من خمسة وعشرين صحابيا ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يوجد هناك مائة روايات التي تثبت منه مشروعية السواك ,لكن فى أي حديث ليست صراحة بأن السواك في الوضوء وعدا ذالك يقول صاحب البحر الرائق إذا كان السواك من سنن الوضوء يكون حرجا لأن بعض الأوقات بسبب الجرح في الاسنان يخرج الدم وإن لم يكن خروج الدم من الفهم ناقض الوضوء عند الشافعية لكن هو نجس عند الجميع وثبت الاستدلال به أن السواك ينبغي أن لا يكون سنة عند الوضوء ,وتجب إعادة الأفعال السابقة لأن خروج الدم مظنون وورد فى صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما "أنه صلى الله عليه وسلم تسوك وتوضأ ثم قام فصلي" فى هذا الحديث اشارة ان السواك سنة قبل الوضوء وهكذا هناك رواية أخرى عن ابي ذر رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرقد من الليل والنهار فيستيقظ قبل ان يتوضأ" (الفتاوى الرضوية ج ١, ص ١٥٥) فالترجيح فى هذه المسئلة الخلافية المتبائنة أن السواك سنة قبل الوضوء, وهذا الترجيح فى مسئلة السواك يدل على أن الامام احمد رضا خان القادري صاحب شخصية منفردة في جميع فقهاء الأحناف. هكذا قد كثر الاختلاف في بعض المسائل بين أئمة الأحناف ولكن الإمام أحمد رضا خان القادري لم يكتف على شرحها وتوضيحها بل تصدى لبيان ما هو المذهب المختار , قدم إليه سؤال بأن رجلا استيقظ من نومه فرآى على ثوبه و جسده رطوبة او رآی رؤيا ولم ير رطوبة فهل يجب عليه الغسل أم لا. فحررالإمام أحمد رضا خان القادري الجواب عن هذا السؤال بالبسط حتى صارت رسالة سماها <الأحكام والعلل في أشكال الاحتلام والبلل> وهذه الرسالة تدل على تبحر علمه و وسعة اطلاع الإمام أحمد رضا خان القادري على الفقه.
الآن نتكلم في بعض حواشيه و تعليقاته على كتب الفقه و رسائله في الفقه. حشى عليها حواشي جيدة رائعة و علق الإمام على الكتب الفقهية والاصولية تعليقات انيقة قيمة التى تبين عبقريته وتبحره فى الفقه الحنفي تاما.
*حواشي الإمام على كتب الفقه*
حاشية على در المختار للطحاوي, حاشية إتحاف الأبصار, حاشية الإسعاف على أحكام الأوقاف, حاشية إصلاح شرح ايضا, حاشية البحر الرائق, حاشية جامع الرموز, حاشية خلاصة الفتاوى, حاشية فتاوى سراجية , حاشية رسائل الشامي , حاشية الفتاوى العالمكيرية, حاشية الفتاوى العزيزية, حاشية فتح القدير حاشية الجوهرة النيرة.
*تعليقات الإمام على كتب الفقه*
فواتح الرحموت على مسلم الثبوت, ميزان الشريعة الكبرى , البدائع الصنائع, تبيين الحقائق, جامع الفصولين , خلاصة الفتاوى, فتح الله المعين, الإعلام بقواطع الإسلام, الفتاوى الغياثية, العقود الدرية.
*رسائل الإمام في الفقه*
إعلام الأعلام بأن هندوستان دار الإسلام, إحكام الأحكام في التناول من يدمن ماله حرام, أنوار الانتباه فى حل نداء يا رسول الله, الآمر باحترام المقابر, الجود الحلو فى احكام الوضوء, تنوير القنديل فى أحكام المنديل, بارق النور فى مقادير ماء الطهور, ارتفاع الحجب عن قراءةالجنب, بركات السماء فى حمك إسراف الماء, عطاء النبي لإفاضة أحكام ماء الصبي, هادية الأضحية بالشاة الهندية, الكشف شافيا حكم فونوجرافيا.
نقول في آخر مقالتنا هذه إن لإمام أحمد رضا خان القادري كان منعدم النظير في جميع العلوم ولا سيما في الفقه في زمنه حتي اعداؤه أقروا له بذلك. كما قال الشيخ ابوالأعلى المودودي: "إنني أحترم الأمام أحمد رضا خان القادري بصميم قلبي لأنه من العلماء الكبار في الدين ,ذوي نظر و عماق في العلوم الدينية.(الإمام أحمد رضا خان و أثره في الفقه الحنفي ص ١٤٦).فنسأل الله جل و علا أن يفيدنا بمآثر الإمام أحمد رضا خان القادري و يروينا من منبعه الصافي النقي. آمين بجاه حبيبه المصطفى خاتم النبيين صلوات الله عزوجل عليه إلى يوم الدين.
بقلم:محمد فيضان رضا المصطفائي
الطالب في الصف الخامس بجامعة المدينة تاكردواره
.png)
.png) 
.png) 
.png) 
 
.png) 
 
 
 
 
